منتديات just us

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

just us


    العبرة في قضية دية المواطن ياسر

    تصويت

    العبرة في قضية دية المواطن ياسر

    [ 0 ]
    العبرة في قضية دية المواطن ياسر I_vote_rcap0%العبرة في قضية دية المواطن ياسر I_vote_lcap [0%] 
    [ 0 ]
    العبرة في قضية دية المواطن ياسر I_vote_rcap0%العبرة في قضية دية المواطن ياسر I_vote_lcap [0%] 
    [ 0 ]
    العبرة في قضية دية المواطن ياسر I_vote_rcap0%العبرة في قضية دية المواطن ياسر I_vote_lcap [0%] 
    [ 0 ]
    العبرة في قضية دية المواطن ياسر I_vote_rcap0%العبرة في قضية دية المواطن ياسر I_vote_lcap [0%] 
    [ 0 ]
    العبرة في قضية دية المواطن ياسر I_vote_rcap0%العبرة في قضية دية المواطن ياسر I_vote_lcap [0%] 
    [ 0 ]
    العبرة في قضية دية المواطن ياسر I_vote_rcap0%العبرة في قضية دية المواطن ياسر I_vote_lcap [0%] 
    [ 0 ]
    العبرة في قضية دية المواطن ياسر I_vote_rcap0%العبرة في قضية دية المواطن ياسر I_vote_lcap [0%] 

    مجموع عدد الأصوات: 0
    avatar
    تامر الأسلمي
    عضو


    عدد المساهمات : 4
    تاريخ التسجيل : 28/06/2011

    العبرة في قضية دية المواطن ياسر Empty العبرة في قضية دية المواطن ياسر

    مُساهمة من طرف تامر الأسلمي الثلاثاء يونيو 24, 2014 1:18 pm

    د. علي القحيص

       ظلت قضية دية المواطن السعودي (ياسرالسلمان) في شمال المملكة، حديث وسائل الإعلام والمجالس والمواقع الإلكترونية لعدة أشهر، وتلوك بها الألسن وتنخر بها الظنون، ليس فقط لأنه حكم عليه بالقصاص أو الدية المطلوبة لإعتاق رقبته ثلاثين مليون ريال وأربعمائة ألف، فقط لاغير...!!

    ولكن حين استنجدت والدته لإعتاق رقبة ولدها الوحيد من القصاص إذا مادفع المبلغ لمدة ستة أشهر، وإلا سوف ينفذ القصاص العادل بالقاتل، فاستنجدت (والدة ياسر) بالقبيلة كلها وأرسلت صرختها عبرالتواصل الاجتماعي من خلال قصيدة مؤثرة لإنقاذ ولدها من القصاص المحتوم، لاسيما أنه صدر بحقه حكم شرعي بالقصاص ينفذ خلال ستة أشهر.

    وكان أهل المقتول طلبوا شرطاً تعجيزياً وصعباً للغاية، شرط الإعفاء عن القاتل، وهو 30 مليون ريال وإلا تقطع رقبة المسبب بالقتل "ياسر " وأصروا على ذلك ورفضوا كل الوساطات والوجاهات وأغلقوا كل الأبواب، وألحوا على دفع المبلغ بالتمام والكمال، رغم ظروف القاتل الميسورة، إلا أنني أتساءل هنا عن موقف الدين في مثل هذه الحالات كمرجع شرعي أومصوغ قانون وقواعد أخلاقية، وعدم - أيضا - تصويب المنهج الصحيح لتسوية هكذا حالات.

    الحادثة تفاعل معها أقارب وقبيلة القاتل بكل أطيافها ومشاربها ومناطقها، نزولا عند صرخة والدة المحكوم المدوية وكأنها صرخة العمورية ل(المعتصم) التي استنجدت بكل من له علاقة قرابة أو معرفه أو صلة سواء داخل البلاد أو خارجه، فيما كان من قبيلة "ياسر" إلا أن يستجيبوا لنداء الوالدة الملكومةة، وكلماتها المزلزلة، ويجتمعون ويقررون أن كل عائلة تجمع مبلغاً من المال وترسله على رقم حساب إمارة الجوف لسداد المبلغ المطلوب للدية، وهو ثلاثون مليوناً وأربعمائة ألف ريال، وماهي إلا أسابيع حتى تسدد المبلغ وفاض منه مبلغ أكثر من المطلوب، في وقفة رجل واحد، يدفعهم الحماس والحمية، لإنقاذ رقبة الشاب المحكوم بالقصاص، بصوت واحد منتخين ومتجاوبين مع والدة (ياسر) التي استنهضت واستفزت بكلماتها المؤثرة، وحركت مشاعرهم وروح وحماسة ونخوة وحمية وأصالة قبيلتها، الذين اجتمعوا الرجال مع الرجال والنساء مع النساء ليتبرعن بحليهن لسداد المبلغ.

    الطريف بالموضوع أن بعض الآسيويين من خدم المنازل في بيوت بعض أفراد القبيلة تبرعوا برواتبهم الضئيلة والمتواضعة جداً، كمشاركة واستجابة ونزولاً لضرخة والدة "ياسر" المدوية الحماسية المؤثرة، مساهمة منهم في عتق رقبة الممواطن الشاب المطلوب للقصاص، وهذا مايعكس الصورة المشرفة والمشرقة بأن العامل الآسيوي والمستخدم البسيط إذا وجد حسن التعامل الصحيح والمعشر الطيب يصبح أحد أفراد العائلة، يسره مايسرهم ويضره مايضرهم ويتفاعل معها، وكانت القبيلة قد استجابت لطلب بعض العمال الآسيويين والسماح لهم بالمشاركة ليشعرونهم برفع المعنويات وإحساسهم بأنهم جزء لايتجزأ من العائلة والمجتمع في مثل هكذا حالات اجتماعية وإنسانية، لاتفرق بين غني وفقير، خادم ومخدوم، وكان هذا الموقف قد أثارحفيظة المغردين ومتداولي التواصل الاجتماعي، كذلك زاد من حماس أقارب المحكوم ياسر ليصروا ويضاعفوا الاندفاع نحو التبرعات السخية التي تعدت المبلغ المطلوب دفعه للدية، وتم إيداع (الملايين) المطلوبة في حساب الجهة الرسمية المنفذة للحكم الشرعي، قبل فوات الأوان ونفاذ الحكم المقرر، وهو موقف عظيم ومشرف ونبيل لإعتاق رقبة شاب من القصاص بهذه المواقف الإنسانية، التي تدل على تواصل وترابط النسيج الاجتماعي واللحمة الاجتماعية الواحدة، التي تحسب للعائلة والمجتمع الفاضل المتماسك والتعاضد في أيام المحن والشدائد، ولمن قام بفكرتها بهذا الشكل الإيجابي واللافت للانتباه، وهو ينم عن الإرادة القوية والصلبة والمعنويات العالية والكرم الحاتمي والشجاعة والحمية والكلمة الواحدة.

    لمثل كذا مواقف بمثل هكذا ظروف تتعلق بمصير حياة إنسان، في وقت أصبح كل شخص مسؤولاً عن نفسه ولايعبأ بمثل هذه الأمور، ولكن هذا الموقف يعيد للمجتمع والعائلة اعتبارها وقوة تماسكها، وتعاضدها إزاء هكذا ظروف مصيرية ونفحات إنسانية رائدة ورائعة، ونتذكر كيف إن العادات والتقاليد الأصيلة لها دورها وتأثيرها الإيجابي الصارم النافع والمفيد، حين توظف إيجابياً في صالح المجتمع والإنسانية بهذه الموقف النبيلة وهو مايثلج الصدر بأن لازالت الأمور الطيبة حاضرة وبخير، والضمائر حية والحس الإنساني عال وموجود في النفوس الأبية والطيبة إزاء هكذا مواقف نبيلة صادقة تبذل الغالي والنفيس من أجل إعتاق رقبة شاب من القصاص المحتوم.

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مارس 28, 2024 5:21 pm